في الأيام الماضيه بدأت أشعر بضيق شديد أثناء تصفحي الأنترنت، بسبب قرأتي لبعض الأراء المنافيه للدين الإسلامي الحنيف من أُناس يفترض بهم الإسلام، و للأسف يكتبون بكل فخر و جرأة غير مبالين بحكم الله و الدين، مما اعتبرته نوعاً من أنواع المجاهرة بالمعصيه
للأسف بعض الناس تربط الأحاديث الشريفة المتعلقة بالمجاهرة بالمعصيه فقط بذنب "الزني"، و هذا أفتراض خاطئ - من وجهة نظري على الأقل لعدم علمي التام بالتفاسير الشرعية للحديث - ، فالمعصية تشمل جميع الذنوب و الكبائر
فترى من يُجاهر بالكذب و من يُجاهر بالسرقة و من يُجاهر بالنفاق و من يُجاهر بالغش و الخداع! و غيره كثير! أليس المجاهرة بالمعاصي وإشاعتها والتباهي بها يحمل الناس الآخرين على التقليد والوقوع فيها! فكيف سيصبح حال المجتمع اذا كثرت هذه الأخلاقيات السيئة و باتت منهجاً في حياه الناس اليومية، و أصبحت من مُسلمات المعاملات بين الناس؟ أين ستصبح صورة المسلم الصحيحة بين العالم و الأديان؟ بصراحة بدأ أشعر أنا المجاهرة بالأمور الصغيرة أصبحت بخطورة المجاهرة بالرذيلة الكبرى
أثناء قرأتي حول هذا الموضوع في الأنترنت أعجبني هذا المقال و أحببت المشاركة و الأحتفاظ به في مدونتي
قد يبدو غريبا ومحيرا أن يظهر في المجتمع من يفاخر بإتيانه الرذائل ويتباهى بعدم تورعه عن ارتكاب الفسق، رغم أنه يعلم أن الناس عادة لا يرحمون من يفعل ذلك، ويصبون عليه حمم الغضب والإنكار والازدراء، وربما نبذوه وقاطعوه فأضحى منفيا معزولا، لكنه مع كل هذا يأبى إلا أن يجهر بفسقه ويتباهى بمسلكه السيئ!
هنا يظهر وجه الغرابة والحيرة! ما الذي يجعل هؤلاء المتباهين بفسوقهم لا يبالون بردة فعل المجتمع العنيفة ضدهم؟ فيصرون على لفت الأنظار إلى فعلهم وإثارة الضجيج حوله واستفزاز المعارضين له، وقد كان بإمكانهم فعل ما يفعلون بصمت وعدم جهر، فتمر أفعالهم هادئة ساكنة راكدة لا جلبة لها ولا ضجيج؟
أبو نواس، مثلا أشهر من عرف بحرصه على الجهر بأعماله الفاسقة، يعترف أنه يجد لذته في الإفصاح عما يفعل من الرذائل، أكثر مما يجدها في فعل الرذيلة نفسه، (أطيب اللذات ما كان جهارا بافتضاح)، (فلا خير في اللذات من دونها ستر)، (ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر)، هذه العبارات النواسية تقر بأن اللذة النفسية التي يشعر بها صاحبها عند تحدي القيود الاجتماعية، تفوق اللذة الحسية التي ينالها عند ارتكابه الفسق، إنه نوع من العدوانية المستترة التي تجد إشباعا عند انتهاك المقدس واستقزاز الآخرين وجرح مشاعرهم بتحدي قيم المجتمع وأنظمته ومقدساته.
إن الصورة الظاهرة لمن يتباهى بالوقوع في الفسق، أنه بوهيمي مساق بأهوائه وشهواته غير محكوم بدين أو خلق، لكنه في حقيقته لا يعدو أن يكون مريضا في نفسه بعلة تجعله يجد سعادة في الخروج على قيم الآخرين وتحدي مقدساتهم، فأبو نواس حين يستعرض فسوقه، يذكر أفعاله المشينة بتلذذ وعناد وإصرار على إتيانها وعدم التوبة منها: (دعيني لا تلوميني، فإني على ما تكرهين إلى الممات)، (غررت بتوبتي ولججت فيها، فشقي اليوم جيبك، لا أتوب)،
ومن الجلي أن هذا التحدي يبعث في نفس صاحبه إحساسا بلذة ومتعة غامرتين، إحساسا يفوق في لذته لذة ما وقع فيه من فسوق، ربما لأن الإقدام على تحدي قيم المجتمع علنا، يشبع حاجة في بعض النفوس المتعطشة إلى لفت الأنظار والاشتهار، وربما لأن المجتمع أحيانا يسرف في حجم وكثرة القيود التي يفرضها على أبنائه فيدفعهم دفعا إلى إعلان التحدي وكسر القيد.
للأسف بدأ التباهي بعمل المعاصي يأخذ طريقه ليصبح منهج حياة للناس في مجتمعاتنا، الله يستر
ReplyDeleteإحنا عكس
ReplyDelete"إذا بليتم فاستتروا"
:(
صار الواحد يتفشخر بهالأشياء
للأسف